مشروع الترجمة المشترك بين المؤسسة ومعهد الفنون الإسلامية التقليدي

جاء مشروع الترجمة المشترك تلبية للحاجة إلى إثراء المكتبة العربية بالكتب المتعلقة بفهم الفن الإسلامي وفلسفته. وأصوله الإسلامية، وعلاقته بجوهر الدين الحنيف، ليعّرف المهتمون بالفن الإسلامي من طلبة وباحثين على ما نشر في الفنون الإسلامية من مقالات ومؤلفات باللغات غير العربية، دوّنها مفكرون مسلمون، وأساتذة عارفون بماهية الفن الإسلامي، وما له من قدسية تؤهله لأن يكون في مقدمة الفنون ذات الارتباط الوثيق بالحق سبحانه وتعالى.

إن الدارس في مجال العمارة والفنون الإسلامية ليجد غنىً كبيراً في المصنفات التي تُنشر باستمرار باللغات غير العربية في هذا الجانب، مما يجعل الاطلاع عليها أمراً محدوداً يقتصر فقط على العارف باللغة التي كتبت به تلك المقالة أو ذاك الكتاب، لذلك جاء مشروع الترجمة المشترك أوّلاً: لتوسيع قاعدة المطلعين على هذا الفكر الغني فيما يتعلق بالفنون الإسلامية، وثانياً: لتأسيس فكر سليم يقدر على تقديم رؤىً أصيلة في الفنون الإسلامية، مما يفتح مجالات كثيرة للدارسين والباحثين والطلاب تثري المكتبة العربية.

ولا يقف مشروع الترجمة عند نقل المعرفة الفنية والفكرية الإسلامية إلى اللغة العربية فحسب، بل يتّسع ليشمل تأسيس معرفة مصطلحية حول مفاهيم كثيرة في الفنون الإسلامية وإرجاعها إلى أصولها التي استخدمها المصنفون المسلمون الأوائل باللغة العربية، وذلك لإحياء المصطلح العربي الأصيل الذي غاب عن ساحة مؤلفاتنا العربية المعاصرة في الفكر الإسلامي والفنون الإسلامية.

كما يهدف مشروع الترجمة إلى ترجمة ما كتب في مفهوم الجمال (Beauty) من منظور إسلامي، حسبما وردت أحاديث نبوية في تعزيزه، كقوله (صلى الله عليه وسلم) «إن الله جميل يحب الجمال»، وقوله «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، وقوله «إنّي رجل حُبّبَ إليّ الجمال وأعطيت منه ما ترى»، وبذلك يفتح المجال لوضع أبحاث ومؤلفات عربية ترتكز على ما كتبه المصنفون المسلمون من أمثال:عبد الكريم الجيلي، وابن سينا، وإخوان الصفا، وأبي حيان التوحيدي، والفارابي، وغيرهم.

إن هذا المشروع العلمي المشترك لا يقتصر تناوله على ما كُتب في الفن الإسلامي وارتباطه بأصوله المقدسة، بل يتجه نحو ترجمة ما كتب في الميتافيزيقا الإسلامية، وفي علم الوجود ومراتبه (Cosmology)، وغيرها من العلوم الحقانّية التي ينتظمها أصل واحد هو ارتباطها جميعاً بالحق سبحانه وتعالى.