الحوار الإسلامي المسيحي
تنطلق فكرة الحوار الإسلامي-المسيحي من أهميته في تبادل الأفكار والمفاهيم على المستويات المحلية والعربية والدولية، وفي أثره الواضح في بناء جسور الثقة بين المتحاورين، وتعميق التفهّم والتفاهم لديهم ومعهم، خاصة في هذا العصر الذي لم يعد باستطاعة أي بلد أو مجتمع في عالمنا - بفضل التقنيات الجديدة في وسائل الاتصال الجماهيري - العيش بمعزل عن التيارات الإقليمية والعالمية. والحوار إحدى الوسائل للتواصل بين هذه التيارات الفكرية والثقافية ومتابعتها. وكانت الغاية مـن هذا الحوار هي تقديم تصـور متكامل عن منظـــومة المثل والقيم والمبادئ والمعاملات في الإسلام، بحيث يتضح - من خلال هذا التصور - المشروع الثقافي الإسلامي، وبحيث تتاح الفرصة ليتفاعل ذلك المشروع مع الخطاب الحضاري العالمي ويؤثر فيه، بفضل ما له من أصالة وقدرة على النمو والتطور والعطاء، وبذلك يسهم هذا الحوار في تقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام.
وقد بدأت مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي هذا الحوار في عام 1984م مع الكنيسة الإنجيلية الإنجليزية ممثلة في اللجنة المستقلة للعلاقات الإسلامية المسيحية في وندسور بإنجلترا، ثم أخذ يتّسع بالتدريج، فنظّمت دورات مع الكنيسة الأرثوذكسية ممثلة في المركز الأرثوذكسي في شامبيزي بسويسرا، ثم مع الكنيسة الكاثوليكية ممثلة في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، ثم مع الكنيسة الإنجيلية الألمانية ممثلة في اتحاد الكنائس الإنجيلية في هانوفر بألمانيا.
وكان كل لقاء يشتمل على موضوع محدد، توضح له محاور، ويكتب في كل محور كاتب مسلم يوضح وجهة النظر الإسلامية، وكاتب مسيحي يوضح وجهة النظر المسيحية، ويعقب مسلم تعقيباً مكتوباً على ما قدمه المسيحي، ويعقب مسيحي تعقيباً مكتوباً على ما قدمه المسلم، ثم يفتح باب المناقشة العامة لجميع المشاركين.
وقد تُعْقد قبل الجلسة الختامية اجتماعات مصغرة لصياغة توصيات أو أفكار عامة يتضمنها تقرير نهائي عن اللقاء. ويصدر كتاب باللّغتين العربية والإنجليزية يشتمل على الدراسات والتعقيبات والمناقشات التي ألقيت أو دارت في ذلك اللقاء. ويشارك في كل لقاء حوالي 40 من المسلمين والمسيحيين من العلماء والشباب.
وقد اتبعت في هذا الحوار ثلاث سبل محددة، هي:
أ. توفير منبر موضوعي أكاديمي للمسلمين والمسيحيين لمناقشة القضايا المعاصرة، في جو منفتح، لإبراز القيم المشتركة بين الدينين وتعزيزها.
ب. إشراك شباب من المسلمين والمسيحيين في كل لقاء من الذكور والإناث، لمنحهم فرصة لتقديم تصوراتهم حول المشكلات التي تواجههم حالياً وما يرونه من سبل لمواجهتها.
جـ. تعزيز قاعدة التعايش بين المسلمين والمسيحيين، وخاصة في المجتمعات التي يكون أتباع أحد الدينين فيها أقلية.
وقد نظمت مؤسسة آل البيت، عشرين لقاء إسلاميّا مسيحيّاً على النحو التالي:
أ. لقاءان بالتعاون مع اللجنة المستقلة للعلاقات الإسلامية- المسيحية في وندسور (إنجلترا):
1. مفهوم المادية في الإسلام، إضافة إلى: العلمانية ، والعدل، والقومية، وضرورة العمل المشترك لتعزيز روح التلاقي والمصالحة، وندسور/ المملكة المتحدة (15-18 تشرين الثاني /نوفمبر 1984م).
2. القضايا والقيم المشتركة في مجال الأسرة (مع العناية بالسَّنَة الدولية للشباب)، عمّان/الأردن (28-30 أيلول /سبتمبر 1985م).
ب. تسعة لقاءات بالتعاون مع المركز الأرثوذكسي في شامبيزي (سويسرا) على النحو التالي:
1. السلطة، شامبيزي/ سويسرا (17-19 تشرين الثاني /نوفمبر 1986م).
2. اشتمل اللقاء الثاني على ندوتين، الأولى النموذج التاريخي للتعايش الإسلامي- المسيحي وآفاقه المستقبلية، والثانية بعنوان: «القيم الإنسانية المشتركة للمسلمين والمسيحيين، (عمّان/ الأردن 21-23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1987م).
3. السلام والعدل، شامبيزي/ سويسرا (21-15 كانون الأول / ديسمبر) 1988م).
4. التعددية الدينية، إستانبول/ تركيا (10-14 أيلول /سبتمبر 1988م).
5. الشباب وقيم الاعتدال، عمّان (26-28 تموز/ يوليو 1993م).
6. التفاهم والتعاون من خلال التعليم، أثينا/اليونان (8-10 أيلول/سبتمبر1994م).
7. النظام التعليمي في الإسلام والمسيحية، عمّان/ الأردن (3-5حزيران /يونيو 1996م)
8. آفاق التعاون والمشاركة بين المسلمين والمسيحيين على أبواب القرن القادم، إستانبول/ تركيا (3-5 حزيران / يونيو 1997م) .
9. المسلمون والمسيحيون في المجتمع المعاصر: صور الآخر ومعنى المواطنة، عمّان/ الأردن (10-12 تشرين الثاني /نوفمبر 1998م).
ج. ستة لقاءات بالتعاون مع المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان:
1. التعليم الديني في المجتمع المعاصر (مع التركيز على المعاهد والجامعات)، روما / إيطاليا (6-8 كانون الأول/ ديسمبر 1989م).
2. حقوق الطفل وتربيته في الإسلام والمسيحية، عمّان/ الأردن (13-15 كانون الأول/ ديسمبر 1990م).
3. المرأة في المجتمع، في الإسلام والمسيحية، روما/ إيطاليا (24-26 حزيران/ يونيو 1992م).
4. الدين والقوميات ، عمّان /الأردن (18-20كانون الثاني /يناير 1994م).
5. الدين واستخدام موارد الأرض، روما/ إيطاليا (18-20 نيسان/ إبريل 1996م).
6. الكرامة الإنسانية، عمّان/الأردن (3-4 كانون الأول /ديسمبر 1997م).
د. ثلاثة لقاءات بالتعاون مع اتحاد الكنائس الإنجيلية في هانوفر بألمانيا:
1. حقيقة معنى السلام في الإسلام والمسيحية، هانوفر/ ألمانيا (13-15 تشرين الثاني/نوفمبر 1995م).
2. الدين والعلمانية ، عمّان/الأردن (7-9 نيسان / إبريل 1997م).
3. دور المسلمين والمسيحيين المشترك في بناء عالم متطور، برلين/ألمانيا (29/9-1/10/1999م).